بروفيسورة فرومة زكس

פרומה זקס

من أنا؟

أنا بروفيسورة بدرجة الأستاذيّة في قسم “دراسات الشّرق الأوسط والإسلام”.

في السّنوات 2014-2017 شغلت منصب رئيسة القِسم. في هذه الفترة اطّلعْت عن قرب على احتياجات الطّلّاب، وتعرّفت على وجهات نظرهم، من منطلق إيماني أنّ هذا الأمر يساعدني في عملي كمحاضِرة في القِسم، وباستثمار تأثيري في اللّجان المختلفة الخاصّة بالقِسم.

أُومِن بالتّعليم الواضح والمحفِّز، حتّى لو كانت المواضيع المدرَّسَة مركَّبَة، كما وأُومِن بضرورة الإصغاء لاحتياجات الطّلّاب، وأحاول أن أطرح أمامهم مواضيع تُمثِّل رأس الحربة في مجال البحث. إنّ الشِّعار الّذي يرافقني في عملي هو: “البساطة هي العبقريّة”.

ما هو مجال بحثي، ولماذا؟

في بداية أبحاثي أثار اهتمامي الأحوال الّتي سبقت ظهور القوميّة، والقوميّة في المجتمع الشّرق أوسطيّ، بشكل عامّ، وفي سوريّا بشكل خاصّ. أثار اهتمامي، خاصّة، القرن التاسع عشر، تلك الفترة الّتي وقف في مركزها “اللّغة والثّقافة العربيّة”، ونعني عصر النّهضة.

دائمًا ما أثارت سوريّا اهتمامي، لذا كان من الطّبيعيّ لديّ أن أعرف: لماذا وكيف نشأ الكيان السّوريّ، وبعد ذلك الدّولة السّوريّة؟

في نظري مثّلَت سوريّا كدولة لُغْزًا، وكان من الضروريّ والطبيعيّ لديّ أن أفهمها وأعرفها، ليس من النّاحية السّياسيّة فقط، بل في الأساس أن أفهم الثّقافة والمجتمع السّورِيَّيْنِ. من هنا وصلْت إلى البحث الجديد الّذي بدأْت به قبل أكثر من عقد من الزّمن، وهو بحث “التاريخ الثّقافيّ والجنسويّ والاجتماعيّ لسوريّا”، من خلال: النّساء، الأدب العربيّ، المبشِّرين الأمريكيّين في المنطقة، وغير ذلك.

في السّنوات الأخيرة أعمل على بحث يدور حول الأولاد والشّباب، وفي بحث المشاعر، وهو مجال جديد في البحث التّاريخيّ. هذه مواضيع مثيرة تفتح آفاقًا جديدة من أجل فَهْم تاريخ الشّرق الأوسط، وتاريخ سوريّا.

قمْت بكتابة أبحاث حول أغاني الأطفال (التّهاليل)، اليُتْم، الكتب التعليميّة، سيرة حياة المراهِقين في سوريّا الكبرى، أزياء الأولاد وغيرها. هذه المواضيع الّتي تقف في صلب دراساتي هي مجموعات هامشيّة في المجتمع، وعن طريق رواية قصصهم يمكن فهم الحياة اليوميّة، وليس التَّمَحْوُر حول النُّخَب السّياسيّة. وبالمجمل فإنّ هذه المجموعات تشكِّل أكثر من نصف السّكّان، وفقط عن طريق إضافة رواياتهم يُمْكِن فهم المجتمع بكلّ مُرَكّباته.

أُومن بأنّه عن طريق معرفة الغيْر وفهمه، دون أفكار مسبّقة، يُمكن بناء جسر نحوه. هذه الدّراسة ترافقني في كلّ مجالات الحياة، وتساعدني أن أفهم أفضل البيئةَ الّتي أعيش فيها، وأن أفهم تاريخها. صَدِّقوا أو لا، هذا التّاريخ يلعب دورًا هامًّا في حاضرنا. بالطّبع، إلى جانب ذلك فإنّني أجِد مكانًا للأمور العائليّة، وأن أُربّي، مع زوجي الكيميائيّ، ابنَتَيَّ الاثنتين هنا في حيفا.

حكايتي الأكاديميّة:

لقَبي الأوّل كان في مسار أُحاديّ التّخصُّص، بما كان يُسَمّى قسم “تاريخ الشّرق الأوسط”. في السّنة الثّانية أدركْت بأنّني أرغب بتوسيع معرفتي باللّغة العربيّة الّتي استهوَتْني كثيرًا. كانت الحروف العربيّة، دائمًا، تبدو لي رسومات ساحرة، وبذلك انتقلْت لدراسة موضوع ثُنائِيّ التّخصّص، حيث دمجت دراسة موضوع “تاريخ الشّرق الأوسط” مع “اللّغة العربيّة وآدابها”. هذا الأمر، حسب اعتقادي، كان واحدًا من أهمّ القرارات الصّائبة الّتي اتّخذتها في بداية دراساتي. بعده عُرِض عليّ أن أتعلّم بمسار مباشر للدّكتوراة حول: “نشأة الكيان السّوريّ”، وكانت دراستي بمساعدة منحة حصلْت عليها من روتينشطرايخ، وولفسون، ومنحة من السّفارة البريطانيّة.

أقمْت في هارفارد (الولايات المتّحدة) عدّة أشهر من أجل بحث الحملات التبشيريّة الأمريكيّة الّتي عملت في سوريّا الكبرى، وفي نفس فترة كتابة رسالة الدّكتوراة بدأْت أعمل محاضِرة مساعِدة في القِسم.

رحلتي في الأرشيفات المختلفة، وخاصّة عملي في التّحريّ والاستقصاء، الّذي يقف في مركز الأمور، هو أكثر شيء أحبّه في عملي. إنّ اكتشاف وثيقة جديدة، لم يرَها أحدٌ قبلي، هو أمر غاية في الأهميّة، ويضمن مغامرة جديدة.

مباشرة بعد إنهائي لقب الدّكتوراة حصلْت على منحة من جامعة أكسفورد في كلّيّة سانت أنتونيز في إنجلترا. في هذه السّنة استطعْت التّركُّز في تعميق بحثي، وتأليف كتابي الأوّل. عندما عدْت سنة 2000 حصلْت على وظيفة في القِسم، ومنذ ذلك الوقت وأنا أعمل فيه.

الطّلّاب الّذين أقوم بإرشادهم، ومجالات بحثهم:

أن تقوم بإرشاد طلّاب مهمّة صعبة، ومسؤوليّة كبيرة. أتعامل مع الأمر بمنتهى الجدّيّة، لأنّ هؤلاء الطّلّاب يشكّلون هيكل الباحثين في المستقبل، ويصوغون شكله. كما وأُدرِك أنّ اختصاصاتهم قد تفتح أمامهم آفاقًا جديدة في مجال بحثهم. يسعدني دومًا استقبال طلّاب جدّيّين، يضعون نصب أعينهم هدفًا، ومستعدّون للتّفاني في سبيل إنجاز بحث متعمّق يستغرق عدّة سنوات. في المقابل أحاول أن أساعد وأدعم، وأُطوِّر التّفكير المتعمّق بأيّ شكل من الأشكال. يسعدني أن يتوجّه إليّ طلّاب يهتمّون بشؤون سوريّا. 

سنة 2019 أنهى تحت إشرافي الطّالب بشارة أبو عقصة لقبه الثّاني عن شخصيّة المثقّف (أديب إسحق)، أحد مثقّفي النّهضة العربيّة في القرن الـ 19، حيث لم يُكتَب عنه إلّا القليل. عرض الطّالب “بشارة” عن طريق مقالات وروايات، ومسرحيّات كتبها “اسحق”، كيف طوَّر هذا المثقّف تفكيرًا سياسيًّا، إلى حدّ ما، تفكيرًا عِلمانيًّا في منطقة سوريّا الكبرى. 

في هذه الفترة يُنهي طالبان تحت إشرافي رسالة الدّكتوراة. الطّالبة أفيطال هولدنغيربر رئيسة قسم اللّغة العربيّة في كلّيّة أورانيم أنهت كتابة وظيفة مثيرة حول أسطورة الملكة زنوبيا، وعن مدينة تدمر السّوريّة تحت حكم حافظ الأسد الأب.

هي أيضًا اعتمدت على روايات ومسرحيّات، وجرائد وقصائد، كما واعتمدت على الآثار والسّياحة، وأثبتت كيف أنّ الأسطورة تحوّلت إلى مِرآة اجتماعيّة، ثقافيّة وسياسيّة لنظام الحكم في سوريّا، وللمجتمع السّوريّ.

من ناحية ثانية، يُنهي الطّالب إلعاد غلعادي لقب الدّكتوراة في موضوع: “الرّواية السّعوديّة كمِرآة للمجتمع السّعوديّ”. ويوضّح الباحث لماذا ومنذ سنوات التّسعين والمجتمع السّعوديّ ينشر روايات عديدة، وما فحوى هذه الرّوايات؟

طالب دكتوراة آخَر آفي موشيه يحاول أن يفهم مشاركة النّساء السّوريّات في الحرب الأهليّة الّتي تدور في سوريّا منذ عام 2011، وذلك عَبْر إفادات، سير ذاتيّة، وبالطّبع روايات.

طالبة أخرى تبحث في الأرشيف الجديد للجاسوس الإسرائيليّ إيلي كوهين كقاعدة لرسالة بحث.

إصدارات:

-قائمة كاملة مُحَتْلَنَة لمؤلّفاتي تظهر في الرّابط أعلاه،

(Academia: https://haifa.academia.edu/FrumaZachs)

وتشمل أيضًا كتابًا حول تبلوُر الهويّة السّوريّة (2005). وكتابًا عن الجنسويّة والثّقافة في سوريّا الكبرى (2015). وكتابَيْن قمت بإعدادهما، الأوّل: الإصلاحات العثمانيّة (2005، مع البروفيسور وايسمن، تُرجِم قبل سنتين للّغة التّركيّة. والثّاني، في طريقه للنّشر في السّنة القريبة، يتناول الأولاد، الشّباب والشّابّات في الإمبراطوريّة العثمانيّة بين القرن الـ 15 والقرن الـ 20، هذا الكتاب قمت بإعداده مع الدّكتور جولي يلماز من تركيّا.

يُمكن عن طريق الرّابط أعلاه تصفُّح مقالات وموادّ موسوعيّة قمت بكتابتها في مواضيع مختلفة.

اتصال:

البريد الإلكتروني: fzachs@research.haifa.ac.il
هاتف المكتب: 8288546-04
http://lecturers.haifa.ac.il/he/hcc/fzachs/Pages/default.aspx